الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: المسند الجامع ***
569- عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ لاِمْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ: أَتَعْرِفِينَ فُلاَنَةَ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهَا، وَهِيَ تَبْكِي عَلَى قَبْرٍ، فقَالَ لَهَا: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، فَقَالَتْ لَهُ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لاَ تُبَالِي بِمُصِيبَتِي، قَالَ: وَلَمْ تَكُنْ عَرَفَتْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِهَا مِثْلُ الْمَوْتِ، فَجَاءَتْ إِلَى بَابِهِ، فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكَ. فقَالَ: إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ. وفي رواية: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى. وفي رواية: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى امْرَأَةٍ تَبْكِي عَلَى صَبِيٍّ لَهَا، فَقَالَ لَهَا: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، فَقَالَتْ: وَمَا تُبَالِي بِمُصِيبَتِي، فَلَمَّا ذَهَبَ قِيلَ لَهَا: إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَهَا مِثْلُ الْمَوْتِ، فَأَتَتْ بَابَهُ، فَلَمْ تَجِدْ عَلَى بَابِهِ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ، أَوْ قَالَ: عِنْدَ أَوَّلِ الصَّدْمَةِ. أخرجه أحمد 3/130 (12342) قال: حدَّثنا مُحَمد بن جَعْفَر. وفي 3/143 (12485) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد (ح) وأبو داود. وفي 3/217 (13306) قال: حدَّثنا أبو قَطَن. و"عَبد بن حُميد" 1203 قال: حدَّثنا عُثْمَان بن عُمَر. و"البُخَارِي" 2/93 (1252) و2/99 (1283) قال: حدَّثنا آدم. وفي 2/105 (1302) قال: حدَّثنا مُحَمد بن بَشَّار، حدَّثنا غُنْدَر. وفي 9/81 (7154) قال: حدَّثنا إِسْحَاق بن مَنْصُور، أخبرنا عَبْد الصَّمَد. و"مسلم" 3/40 (2094) قال: حدَّثنا مُحَمد بن بَشَّار العَبْدِي، حدَّثنا مُحَمد، يَعْنِي ابن جَعْفَر. وفي (2095) قال: حدَّثنا مُحَمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا عُثْمَان بن عُمَر. وفي 3/41 (2096) قال: وحدَّثناه يَحيى بن حَبِيب الحارثي، حدَّثنا خالد، يَعْنِي ابن الحارث (ح) وحدَّثنا عُقْبَة بن مُكْرَم العَمِّي، حدَّثنا عَبْد الملك بن عَمْرو"ح) وحدَّثني أحمد بن إبراهيم الدَّوْرَقِي، حدَّثنا عَبْد الصَّمَد. و"أبو داود" 3124 قال: حدَّثنا مُحَمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا عُثْمَان بن عُمَر. والتِّرْمِذِيّ" 988 قال: حدَّثنا مُحَمد بن بَشَّار، حدَّثنا مُحَمد بن جَعْفَر. و"النَّسائي" 4/22، وفي "الكبرى" 2008 قال: أخبرنا عَمْرو بن علي، قال: حدَّثنا مُحَمد بن جَعْفَر. وفي "عمل اليوم والليلة" 1068 قال: أخبرنا عَمْرو بن علي، قال: حدَّثنا أبو داود. ثمانيتهم (مُحَمد بن جَعْفَر، غُنْدَر، وعَبْد الصَّمَد، وأبو داود، وأبو قَطَن، وعُثْمَان، وآدم، وخالد، وعَبْد الملك) عن شُعْبة، عن ثابت، فذكره. رواية محمد بن جعفر مختصرة على آخر الحديث. *** 570- عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الصَّبْرُ فِي الصَّدْمَةِ الأُولَى. لفظ ابن رُمْح: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى. أخرجه ابن ماجه 1596 قال: حدَّثنا مُحَمد بن رُمْح. والتِّرْمِذِيّ" 987 قال: حدَّثنا قُتَيْبَة. ثلاثتهم (مُحَمد، وقُتَيْبَة) عن اللَّيْث بن سَعْد، عن يَزِيد بن أَبي حَبِيب، عن سَعْد بن سِنَان، فذكره. قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه. *** 571- عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وُلِدَ لِىَ اللَّيْلَةَ غُلاَمٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ، امْرَأَةِ قَيْنٍ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيْفٍ، بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهِ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ، وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ، وَقَدِ امْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا، قَالَ: فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَمْسَكَ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِالصَّبِيِّ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، عَزَّ وَجَلَّ، وَاللَّهِ إِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ. وفي رواية: دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ، وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرحمن بْنُ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟! فَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ. أخرجه أحمد 3/194 (13045) قال: حدَّثنا بَهْز، وعَفَّان، قالا: حدَّثنا سُلَيْمان (ح) وحدَّثنا هاشم، أخبرنا سُلَيْمان بن المُغِيرَة. و"عَبد بن حُميد" 1287 قال: حدَّثنا عَبْد الملك ابن عَمْرو، حدَّثنا سُلَيْمان بن المُغِيرَة. و"البُخَارِي" 2/105 (1303) قال: حدَّثنا الحَسَن بن عَبْد العَزِيز، حدَّثنا يَحيى بن حَسَّان، حدَّثنا قُرَيْش، هو ابن حَيَّان. قال البُخَارِي: رواه مُوسَى، عن سُلَيْمان بن المُغِيرَة، عن ثابت، عن أَنَس، رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. و"مسلم" 7/76 (6094) قال: حدَّثنا هَدَّاب بن خالد، وشَيْبَان بن فَرُّوخ، كلاهما عن سُلَيْمان، واللفظ لشَيْبَان، حدَّثنا سُلَيْمان بن المُغِيرَة. و"أبو داود" 3126 قال: حدَّثنا شَيْبَان بن فَرُّوخ، حدَّثنا سُلَيْمان بن المُغِيرَة. كلاهما (سُلَيْمان، وقُرَيْش) عن ثابتٍ البُناني، فذكره. *** 572- عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ تُدْرِجُوهُ فِي أَكْفَانِهِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ، فَانْكَبَّ عَلَيْهِ وَبَكَى. أخرجه ابن ماجه (1475) قال: حدَّثنا مُحَمد بن إِسْمَاعِيل بن سَمُرَةَ، حدَّثنا مُحَمد بن الحَسَن، حدَّثنا أبو شَيْبَة، فذكره. *** 573- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: اشْتَكَى ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: فَمَاتَ وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ، فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، هَيَّأَتْ شَيْئًا وَنَحَّتْهُ فِى جَانِبِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: كَيْفَ الْغُلاَمُ؟ قَالَتْ: قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ، وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ، قَالَ: فَبَاتَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَا كَانَ مِنْهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا. قال سُفْيَانُ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: فَرَأَيْتُ لَهُمَا تِسْعَةَ أَوْلاَدٍ، كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ. أخرجه البُخَارِي (1301) قال: حدَّثنا بِشْر بن الحَكَم، قال: حدَّثنا سُفْيان بن عُيَيْنَة، قال: أخبرنا إِسْحَاق بن عَبْد الله بن أبي طلحة، فذكره. *** 574- عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مِمَّا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ، فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا، فَوَلَدَتْ غُلاَمًا، قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَرْسَلَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَمَعَهُ شَيْءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ فَجَعَلَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ، وَحَنَّكَهُ بِهِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ. أخرجه البُخَارِي (5470) قال: حدَّثنا مَطَر بن الفَضْل. و"مسلم" 5664 قال: حدَّثنا أبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة. كلاهما (مَطَر، وابن أَبي شَيْبَة) قالا: حدَّثنا يَزِيد بن هارون، قال: أخبرنا عَبْد الله بن عَوْن، عن أَنَس بن سِيرِين، فذكره. في رواية مُسْلم:ابن سِيرِين) ولم يُسَمِّهِ. *** 575- عن مُحَمد بن سيرين، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ لِي: يَا أَنَسُ، انْظُرْ هَذَا الْغُلاَمَ، فَلاَ يُصِيبَنَّ شَيْئًا، حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحَنِّكُهُ، فَغَدَوْتُ بِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ، وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ، وَهُْوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْفَتْحِ. وفي رواية: عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛. فَأَتَيْتُهُ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ لَهُ، وَهُوَ فِي الْحَائِطِ، يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: رُوَيْدَكَ أَفْرَُغُ لَكَ. قال ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ: إن أَبَا طَلْحَةَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: بِتُّمَا عَرُوسَيْنِ؟ قَالَ: فَبَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي عُرْسِكُمَا. وَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: كَيْفَ ذَاكَ الْغُلاَمُ؟ قَالَتْ: هُوَ أَهْدَأُ مِمَّا كَانَ. أخرجه أحمد 3/106 (12053) قال: حدَّثنا ابن أَبي عَدِي. و"البُخَارِي" 5470 و5824 قال: حدَّثنا مُحَمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا ابن أَبي عَدِي. ومُسْلم (5605) قال: حدَّثنا مُحَمد بن المُثَنَّى، حدَّثني محمد بن أَبي عَدِي. وفي (5665) قال: حدَّثنا مُحَمد بن بَشَّار، حدَّثنا حَمَّاد بن مَسْعَدَة. كلاهما (ابن أبي عدي، وحماد) عن عبد الله بن عَوْن، عن مُحَمد بن سيرين، فذكره. *** 576- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ لأَهْلِهَا: لاَ تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ، قَالَ: فَجَاءَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، قَالَ: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ، وَأَصَابَ مِنْهَا، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ، وَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَالَ: لاَ، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ، فَانْطَلَقَ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا، قَالَ: فَحَمَلَتْ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَهِيَ مَعَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَتَى الْمَدِينَةَ مِنْ سَفَرٍ، لاَ يَطْرُقُهَا طُرُوقًا، فَدَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ، وَاحْتَبَسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ، وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ، وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ، وَقَدِ احْتَبَسْتُ بِمَا تَرَى، قَالَ: تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ، فَانْطَلَقْنَا، قَالَ: وَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ حِينَ قَدِمَوا، فَوَلَدَتْ غُلاَمًا، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: يَا أَنَسُ، لاَ يُرْضِعَنَّهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ احْتَمَلْتُهُ وَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَصَادَفْتُهُ وَمَعَهُ مِيسَمٌ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَضَعَ الْمِيسَمَ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ، فَوَضَعْتُهُ فِي حَِجْرِهِ، قَالَ: وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ، فَلاَكَهَا فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ، ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ، قَالَ: فَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ. وفي رواية: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ مَاتَ لَهُ ابْنٌ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: لاَ تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أُخْبِرُهُ، فَسَجَّتْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ، وَضَعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامًا، فَأَكَلَ، ثُمَّ تَطَيَّبَتْ لَهُ، فَأَصَابَ مِنْهَا، فَعَلِقَتْ بِغُلاَمٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، إِنَّ آلَ فُلاَنٍ اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فُلاَنٍ عَارِيَةً، فَبَعَثُوا إِلَيْهِمُ: ابْعَثُوا إِلَيْنَا بِعَارِيَتِنَا، فَأَبَوْا أَنْ يَرُدُّوهَا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لَيْسَ لَهُمْ ذَلِكَ، إِنَّ الْعَارِيَةَ مُؤَدَّاةٌ إِلَى أَهْلِهَا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، قَدْ قَبَضَهُ، فَاسْتَرْجَعَ. قَالَ أَنَسٌ: فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَهُمَا فِي لَيْلَتِهِمَا. قَالَ: فَعَلِقَتْ بِغُلاَمٍ فَوَلَدَتْ، فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَحَمَلْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ، وَهُوَ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَخَذَ التَّمَرَاتِ فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ، فَلاَكَهُنَّ، ثُمَّ جَمَعَ لُعَابَهُ، ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَُ، فَحَنَّكَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ، فَمَا كَانَ فِي الأَنْصَارِ شَابٌّ أَفْضَلَ مِنْهُ. وفي رواية: انْطَلَقْتُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حِينَ وُلِدَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي عَبَاءَةٍ، يَهْنَاُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ لِي: أَمَعَكَ تَمْرٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَتَنَاوَلَ تَمَرَاتٍ فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ، فَلاَكَهُنَّ ثُمَّ حَنَّكَهُ، فَفَغَرَ الصَّبِيُّ فَاهُ، فَأَوْجَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَبَتِ الأَنْصَارُ إِلاَّ حُبَّ التَّمْرِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ. وفي رواية: كَانَ لأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ ابْنٌ، فَمَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ مِنْهُ، فَلَمَّا مَاتَ غَطَّتْهُ أُمُّهُ بِثَوْبٍ، فَدَخَلَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ أَمْسَى ابْنِي الْيَوْمَ؟ قَالَتْ: أَمْسَى هَادِئًا، فَتَعَشَّى، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَعَارَكَ عَارِيَةً، ثُمَّ أَخَذَهَا مِنْكَ، إِذًا جَزِعْتَ؟ قَالَ: لاَ، قَالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَ أَعَارَكَ عَارِيَةً فَأَخَذَهَا مِنْكَ، قَالَ: فَغَدَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا، وَقَدْ كَانَ أَصَابَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا، قَالَ: فَوَلَدَتْ غُلاَمًا كَانَ اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ خَيْرَ أَهْلِ زَمَانِهِ. وفي رواية: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيمٍ، فَقَالَتْ لَهُ: مَا مِثلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ، وَلَكِنِّي امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ، وَأَنْتَ رَجُلٌ كَافِرٌ، وَلاَ يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ، فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَلِكَ مَهْرِي، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَأَسْلَمَ، فَكَانَتْ لَهُ، فَدَخَلَ بِهَا فَحَمَلَتْ، فَوَلَدَتْ غُلامًا صَبِيحًا، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، فَعَاشَ حَتَّّى تَحَرَّكَ، فَمَرِضَ، فَحَزِنَ عَلَيْهِ أَبُو طَلْحَةَ حُزنًا شَدِيدًا، حَتَّى تَضَعْضَعَ، قَالَ: وَأَبُو طَلْحَةَ يَغْدُو عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَرُوحُ، فَرَاحَ رَوْحَةً، وَمَاتَ الصَّبِيُّ، فَعَمَدَتْ إِلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ فَطَيَّبَتْهُ وَنَظَّفَتْهُ، وَجَعَلَتْهُ فِي مَخْدَعِنَا، فَأَتَى أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: كَيْفَ أَمْسَى بُنَيَّ؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، مَا كَانَ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ اللَّيْلَةَ، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ، وَسُرَّ بِذَلِكَ، فَقَرَّبَتْ لَهُ عَشَاءَهُ، فَتَعَشَّى، ثُمَّ مَسَّتْ شَيْئًا مِنْ طِيبٍ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ حَتَّى وَاقَعَ بِهَا، فَلَمَّا تَعَشَّى، وَأَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ جَارًا لَكَ أَعَارَكَ عَارِيَةً، فَاسْتَمْتَعْتَ بِهَا، ثُمَّ أَرَادَ أَخْذَهَا مِنْكَ، أَكُنْتَ رَادَّهَا عَلَيْهِ؟ فَقَالَ: إِيْ وَاللهِ، إِنِّي كُنْتُ لَرَادُّهَا عَلَيْهِ، قَالَتْ: طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُكَ؟ قَالَ: طَيِّبَةً بِهَا نَفْسِي، قَالَتْ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَارَكَ بُنَيَّ، وَمَتَّعَكَ بِهِ مَا شَاءَ، ثُمَّ قُبِضَ إِلَيْهِ، فَاصْبِرْ وَاحْتَسِبْ، قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ أَبُو طَلْحَةَ وَصَبَرَ، ثُمَّ أَصْبَحَ غَادِيًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثَهُ حَدِيثَ أُمِّ سُلَيْمٍ كَيْفَ صَنَعَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا، قَالَ: وَحَمَلَتْ تِلْكَ الْوَاقِعَةَ، فَأَثْقَلَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي طَلْحَةَ: إِذَا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فَجِئْنِى بِوَلَدِهَا، فَحَمَلَهُ أَبُو طَلْحَةَ فِي خِرْقَةٍ، فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَمَضَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَمْرَةً فَمَجَّهَا فِي فِيهِ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي طَلْحَةَ: حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرُ، فَحَنَّكَهُ، وَسَمَّى عَلَيْهِ، وَدَعَا لَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ. وفي رواية: خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ، وَلاَ يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ، فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي، وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ. فَأَسْلَمَ، فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا، قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ الإِسْلاَمَ، فَدَخَلَ بِهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ. وفي رواية: أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ كَانَ لَهُ ابْنٌ يُكَنَى أَبَا عُمَيرٍ، قَالَ: فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ قَالَ: فَمَرِضَ وَأَبُو طَلْحَةَ غَائِبٌ فِي بَعْضِ حِيطَانِهِ، فَهَلَكَ الصَّبِيُّ، فَقَامَتْ أُمُّ سُلَيمٍ فَغَسلَّتْهُ وَكَفنَّتْهُ وَحَنَّطَتْهُ، وَسَجَتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا، وَقَالَتْ: لاَ يَكُونُ أَحَدٌ يُخْبِرُ أَبَا طَلْحَةَ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أُخبِرُهُ، فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ كَالاًّ، وَهُوَ صَائِمٌ، فَتَطَيَّبَتْ لَهُ، وَتَصَنَّعَتْ لَهُ، وَجَاءَتْ بِعَشَائِهِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَبُو عُمَيرٍ؟ فَقَالَتْ: تَعَشَّى وَقَدْ فَرَغَ، قَالَ: فَتَعَشَّى، وَأَصَابَ مِنْهَا مَا يُصِيبُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أرَأَيْتَ أَهْلَ بَيْتٍ أَعَارُوا أَهْلَ بَيْتٍ عَارِيَةً، فَطَلَبَهَا أَصْحَابُهَا، أَيَرُدُّونَهَا، أَوْ يَحْبِسُونَهَا؟ فَقَالَ: بَلْ يَرُدُّونَهَا عَلَيْهِمْ؟ قَالَتْ: احْتَسِبْ أَبَا عُمَيرٍ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا، قَالَ: فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَتَّى إِذَا وَضَعَتْ وَكَانَ يَوْمُ السَّابِعِ، قَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَنَسُ، اذْهَبْ بِهَذَا الصَّبِيِّ وَهَذا الْمِكْتَلِ، وَفِيهِ شَيْءٌ مِنْ عَجْوَةٍ، إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يُحَنِّكُهُ وَيُسَمِّيهِ، قَالَ: فَأَتَيتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رِجْلَيْهِ، وَأَضْجَعَهُ فِي حَِجْرِهِ، وَأَخَذَ تَمْرَةً فَلاكَهَا، ثُمَّ مَجَّهَا فِي فِي الصَّبِيِّ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَبَتِ الأَنْصَارُ إِلاَّ حُبَّ التَّمْرِِ. أخرجه أحمد 3/175 (12826) قال: حدَّثنا مُؤَمَّل، وعَفَّان، قالا: حدَّثنا حَمَّاد. وفي 3/196 (13057) قال: حدَّثنا بَهْز، حدَّثنا سُلَيْمان بن المُغِيرَة. وفي 3/212 (13242) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد، حدَّثنا حَمَّاد. وفي 3/287 (14111) قال: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا حَمَّاد. وفي 3/288 (14112) قال: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا أبو المُنْذِر، سَلاَّم. وفي 3/290 (14134) قال: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا سُلَيْمان ابن المُغِيرَة. و"عَبد بن حُميد" 1240 قال: أخبرنا عَبْد الرَّزَّاق، أخبرنا مَعْمَر. وفي (1321) قال: حدَّثنا مُحَمد بن الفَضْل، حدَّثنا حَمَّاد بن سَلَمَة. و"البُخَارِي"، في (الأدب المفرد) 1254 قال: حدَّثنا حَجَّاج بن مِنْهَال، قال: حدَّثنا حَمَّاد بن سَلَمَة. و"مسلم" 5663 قال: حدَّثنا عَبْد الأَعْلَى بن حَمَّاد، حدَّثنا حَمَّاد بن سَلَمَة. وفي (6404) قال: حدَّثني مُحَمد بن حاتم بن مَيْمُون، حدَّثنا بَهْز، حدَّثنا سُلَيْمان بن المُغِيرَة. وفي (6405) قال: حدَّثنا أحمد بن الحَسَن بن خِرَاش، حدَّثنا عَمْرو بن عاصم، حدَّثنا سُلَيْمان بن المُغِيرَة. و"أبو داود" 4951 قال: حدَّثنا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا حَمَّاد بن سَلَمَة. و"النَّسائي" 6/114، وفي "الكبرى" 5478 قال: أخبرنا مُحَمد بن النَّضْر بن مُسَاوِر، قال: أنبأنا جعفر بن سليمان. خمستهم (حَمَّاد، وسُلَيْمان، وسَلاَّم، ومعمر، وجعفر) عن ثابت، فذكره. *** 577- عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: اشْتَكَى ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَتُوُفِّيَ الْغُلاَمُ، فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ الْمَيِّتَ، وَقَالَتْ لأَهْلِهَا: لاَ يُخْبِرَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَبَا طَلْحَةَ بِوَفَاةِ ابْنِهِ، فَرَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: مَا فَعَلَ الْغُلاَمُ؟ قَالَتْ: خَيْرُ مَا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِمْ عَشَاءَهُمْ، فَتَعَشَّوْا، وَخَرَجَ الْقَوْمُ، وَقَامَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلاَنٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً، فَتَمَتَّعُوا بِهَا، فَلَمَّا طُلِبَتْ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَاكَ. قَالَ: مَا أَنْصَفُوا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَإِنَّ اللَّهَ قَبَضَهُ، فَاسْتَرْجَعَ، وَحَمِدَ اللَّهَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا، فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللهِ، فَوَلَدَتْهُ لَيْلاً، وَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمَلْتُهُ غُدْوَةً، وَمَعِي تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَوَجَدْتُهُ يَهْنَأُ أَبَاعِرَ لَهُ، أَوْ يَسِمُهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتِ اللَّيْلَةَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَمَعَكَ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ، فَأَخَذَ بَعْضَهُنَّ فَمَضَغَهُنَّ، ثُمَّ جَمَعَ بُزَاقَهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ: حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِّهِ، قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللهِ. وفي رواية: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ غُلاَمًا، مِنْ أَبِي طَلْحَةَ، فَبَعَثَتْ بِهِ مَعَ ابْنِهَا أَنَسٍ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَنَّكَهُ. أخرجه أحمد 3/105 (12051) قال: حدَّثنا ابن أَبي عَدِي. وفي 3/188 (12989) قال: حدَّثنا مُحَمد بن عَبْد الله. و"عَبْد الله بن أحمد" 3/106 (12052) قال: حدَّثنا بُنْدَار، قال: حدَّثنا ابن أَبي عَدِي. كلاهما (محمد بن أَبي عَدِي، ومُحَمد بن عبد الله الأنصاري) عن حُمَيْد، فذكره. *** 578- عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنَ النَّاسِ مُسْلِمٌ، يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ. وفي رواية: مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُتَوَفَّى لَهُمَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلاَّ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَةِ اللهِ إِيَّاهُمْ. أخرجه البُخَارِي 2/92 (1248) قال: حدَّثنا أبو مَعْمَر، حدَّثنا عَبْد الوارث. وفي 2/125 (1381) قال: حدَّثنا يَعْقُوب بن إبراهيم، حدَّثنا ابن عُلَيَّة. وفي (الأدب المفرد) 151 قال: حدَّثنا عَبْد الله بن أَبي الأَسْوَد، قال: حدَّثنا زكريا بن عُمَارَة الأَنْصَارِي. و"ابن ماجه" 1605 قال: حدَّثنا يُوسُف بن حَمَّاد المَعْنِيُّ، حدَّثنا عَبْد الوارث بن سَعِيد. و"النَّسائي" 4/24، وفي "الكبرى" 2013 قال: أخبرنا يُوسُف بن حَمَّاد، قال: حدَّثنا عَبْد الوارث. ثلاثتهم (عَبْد الوارث، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وزكريا بن يَحيى بن عُمَارَة) عن عَبْد العَزِيز، فذكره. *** 579- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنْ وَلَدِهِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلاَّ أَدْخَلَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، أَبَوَيْهِ الْجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ. أخرجه أحمد 3/152 (12563) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد، حدَّثنا عَبْد الملك النُّمَيْرِي، حدَّثنا ثابت، فذكره. *** 580- عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنِ احْتَسَبَ ثَلاَثَةً مِنْ صُلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: أَوِ اثْنَانِ؟ قَالَ: أَوِ اثْنَانِ، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: يَا لَيْتَنِي قُلْتُ وَاحِدًا. أخرجه النَّسَائِي 4/23، وفي "الكبرى" 2011 قال: أخبرنا أَحمد بن عَمْرو بن السَّرْح، قالا: حدَّثنا ابن وَهْب، قال: أخبرنا عَمْرو بن الحارث، عن بُكَيْر بن عَبْد اللهِ بن الأَشَجّ، أن عِمْرَان بن نافع حدَّثه، عن حَفْص بن عُبَيْد اللهِ، فذكره. قال أبو عَبْد الرحمن النَّسَائِي: بُكَيْر هو ابن عَبْد الله بن الأَشَجّ، وهم ثلاثة إخوة؛ يَعْقُوب، وبُكَيْر، وعُمَر، وأَجَلُّهُمْ وأكثرهم حديثًا بُكَيْر. *** 581- عَن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَيسٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ يَلْقَ ابْنُ آدَمَ شَيْئًا قَطُّ مُذْ خَلَقَهُ اللَّهُ، أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْمَوْتَ لأَهْوَنُ مِمَّا بَعْدَهُ. أخرجه أحمد 3/154 (12594) قال: حدَّثنا حَسَن، حدَّثنا سُكَيْن، قال: ذَكَرَ ذاك أَبي، عن أَنَس، فذكره. *** 582- عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَعَنْ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلاَثٍ، وَعَنِ النَّبِيذِ فِي الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ: أَلاَ إِنِّي قَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ، ثُمَّ بَدَا لِي فِيهِنَّ: نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الآخِرَةَ، فَزُورُوهَا، ولاَ تَقُولُوا هُجْرًا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ أَنْ تَأْكُلُوهَا فَوْقَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّ النَّاسَ يُتْحِفُونَ ضَيْفَهُمْ، وَيُخَبِّئُونَ لِغَائِبِهِمْ، فَأَمْسِكُوا مَا شِئْتُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ فِي هَذِهِ الأَوْعِيَةِ، فَاشْرَبُوا بِمَا شِئْتُمْ، ولاَ تَشْرَبُوا مُسْكِرًا، فَمَنْ شَاءَ أَوْكَأَ سِقَاءَهُ عَلَى إِثْمٍ. أخرجه أحمد 3/237 (13521)، قال: حدَّثنا يَعْقُوب بن إبراهيم، حدَّثنا أَبي، عن ابن إِسْحَاق، حدَّثني يَحيى بن الحارث الجابر، عن عَبْد الوارث مَوْلَى أَنَس، وعَمْرو بن عامر، فذكراه. أخرجه أحمد 3/250 (13650) قال: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا أبو الأَحْوَص، عن يَحيى بن الحارث التَّيْمِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ثَلاَثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَعَنْ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلاَثٍ، وَعَنْ هَذِهِ الأَنْبِذَةِ فِي الأَوْعِيَةِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ: أَلاَ إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ، نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقُلُوبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، فَزُورُوهَا، وَلاَ تَقُولُوا هَجْرًا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلاَثٍ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّ النَّاسَ يَبْتَغُونَ أَدَمَهُمْ، وَيُتْحِفُونَ ضَيْفَهُمْ، وَيَرْفَعُونَ لِغَائِبِهِمْ، فَكُلُوا، وَأَمْسِكُوا مَا شِئْتُمْ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ هَذِهِ الأَوْعِيَةِ، فَاشْرَبُوا فِيمَا شِئْتُمْ، مَنْ شَاءَ أَوْ كَأَ سِقَاءَهُ عَلَى إِثْمٍ. ليس فيه:عَبْد الوارث. *** 583- عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إن أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالُوا: اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْهُمْ حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا. أخرجه أحمد 3/164 (12713) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، حدَّثنا سُفْيان، عَمَّن سَمِعَ أَنَس بن مالك، فذكره. *** 584- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى شَابٍّ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: وَاللهِ، يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ، فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ. أخرجه عَبْد بن حُمَيْد (1370) قال: حدَّثني يَحيى بن عَبْد الحميد. و"ابن ماجه" 4261 قال: حدَّثنا عَبْد الله بن الحَكَم بن أَبي زِيَاد، حدَّثنا سَيَّار. والتِّرْمِذِيّ" 983 قال: حدَّثنا عَبْد الله بن أَبي زِيَاد الكُوفِي، وهارون بن عَبْد الله البَزَّار البَغْدَادِي، قالا: حدَّثنا سَيَّار، هو ابن حاتم. و"النَّسائي"، في "عمل اليوم والليلة" 1062 قال: أخبرني هارون بن عَبْد الله، قال: حدَّثنا سَيَّار. كلاهما (يَحيى، وسَيَّار) عن جَعْفَر بن سُلَيْمان الضُّبَعِي، عن ثابت، عن أَنَس، فذكره. قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: هذا حديثٌ حَسَنٌ غريبٌ، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مُرْسَلاً. *** 585- عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّنَا نَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ كَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حُضِرَ، جَاءَهُ الْبَشِيرُ مِنَ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدْ لَقِيَ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ، أَوِ الْكَافِرَ، إِذَا حُضِرَ، جَاءَهُ بِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ، أَوْ مَا يَلْقَاهُ مِنَ الشَّرِّ، فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ. أخرجه أحمد 3/107 (12070) قال: حدَّثنا ابن أَبي عَدِي. و"النَّسائي"، في "الكبرى" (تحفة الأشراف) 712 عن سُوَيْد بن نَصْر، عن عَبْد الله بن المُبَارك. كلاهما (ابن أَبي عَدِي، وعَبْد الله بن المُبَارك) عن حُمَيْد، فذكره. في رواية ابن بَكْر: عن حُمَيْد، عن أَنَس (قال أبو وَهْب، عَبْد الله بن بَكْر): ولا أعلم إلا ذَكَرَهُ عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. *** 586- عَنْ أُمِّ يَحْيَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَاتَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ أَبُو طَلْحَةَ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ، كَأَنَّهُمْ عُرْفُ دِيكٍ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ. أخرجه أحمد 3/217 (13303) قال: حدَّثنا حَمَّاد بن خالد، حدَّثنا عَبْد الله، يَعْنِي العُمَرِي، قال: سَمِعْتُ أُمَّ يَحيى، فذكرته. *** 587- عَنْ نَافِعٍ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي سِكَّةِ الْمِرْبَدِ، فَمَرَّتْ جَِنَازَةٌ مَعَهَا نَاسٌ كَثِيرٌ، قَالُوا: جَِنَازَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ، فَتَبِعْتُهَا، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عَلَيْهِ كِسَاءٌ رَقِيقٌ عَلَى بُرَيْذِينَتِهِ، وَعَلَى رَأْسِهِ خِرْقَةٌ تَقِيهِ مِنَ الشَّمْسِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الدِّهْقَانُ؟ قَالُوا: هَذَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجَِنَازَةُ، قَامَ أَنَسٌ فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَأَنَا خَلْفَهُ، لاَ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَقَامَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، لَمْ يُطِلْ وَلَمْ يُسْرِعْ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقْعُدُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا حَمْزَةَ، الْمَرْأَةُ الأَنْصَارِيَّةُ، فَقَرَّبُوهَا وَعَلَيْهَا نَعْشٌ أَخْضَرُ، فَقَامَ عِنْدَ عَجِيزَتِهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا نَحْوَ صَلاَتِهِ عَلَى الرَّجُلِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ الْعَلاَءُ بْنُ زِيَادٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى الْجَِنَازَةِ كَصَلاَتِكَ، يُكَبِّرُ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، وَيَقُومُ عِنْدَ رَأْسِ الرَّجُلِ، وَعَجِيزَةِ الْمَرْأَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قال: يَا أَبَا حَمْزَةَ، غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ؛ غَزَوْتُ مَعَهُ حُنَيْنًا، فَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ، فَحَمَلُوا عَلَيْنَا حَتَّى رَأَيْنَا خَيْلَنَا وَرَاءَ ظُهُورِنَا، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ يَحْمِلُ عَلَيْنَا، فَيَدُقُّنَا وَيَحْطِمُنَا، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، وَجَعَلَ يُجَاءُ بِهِمْ، فَيُبَايِعُونَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ عَلَيَّ نَذْرًا، إِنْ جَاءَ اللَّهُ بِالرَّجُلِ الَّذِي كَانَ مُنْذُ الْيَوْمِ يَحْطِمُنَا، لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَجِيءَ بِالرَّجُلِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُبْتُ إِلَى اللهِ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يُبَايِعُهُ، لِيَفِيَ الآخَرُ بِنَذْرِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَتَصَدَّى لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَأْمُرَهُ بِقَتْلِهِ، وَجَعَلَ يَهَابُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْتُلَهُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لاَ يَصْنَعُ شَيْئًا، بَايَعَهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَذْرِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أُمْسِكْ عَنْهُ مُنْذُ الْيَوْمِ إِلاَّ لِتُوفِيَ بِنَذْرِكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلاَ أَوْمَضْتَ إِلَيَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُومِضَ. قال أَبُو غَالِبٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ صَنِيعِ أَنَسٍ فِي قِيَامِهِ عَلَى الْمَرْأَةِ عِنْدَ عَجِيزَتِهَا؟ فَحَدَّثُونِي أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ لأَنَّهُ لَمْ تَكُنِ النُّعُوشُ، فَكَانَ الإِمَامُ يَقُومُ حِيَالَ عَجِيزَتِهَا، يَسْتُرُهَا مِنَ الْقَوْمِ. وفي رواية: عَنْ نَافِعٍ أَبِي غَالِبٍ الْبَاهِلِيِّ، شَهِدَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: فَقَالَ الْعَلاَءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، بِسِنِّ أَيِّ الرِّجَالِ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ بُعِثَ؟ قَالَ: ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ كَانَ مَاذَا؟ قَالَ: كَانَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، فَتَمَّتْ لَهُ سِتُّونَ سَنَةً، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، إِلَيْهِ. قَالَ: سِنُّ أَيِّ الرِّجَالِ هُوَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: كَأَشَبِّ الرِّجَالِ، وَأَحْسَنِهِ وَأَجْمَلِهِ وَأَلْحَمِهِ. قال: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَلْ غَزَوْتَ مَعَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، غَزَوْتُ مَعَهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ بِكَثْرَةٍ، فَحَمَلُوا عَلَيْنَا، حَتَّى رَأَيْنَا خَيْلَنَا وَرَاءَ ظُهُورِنَا، وَفِي الْمُشْرِكِينَ رَجُلٌ يَحْمِلُ عَلَيْنَا، فَيَدُقُّنَا وَيَحْطِمُنَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، فَوَلَّوْا، فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَأَى الْفَتْحَ، فَجَعَلَ يُجَاءُ بِهِمْ أُسَارَى رَجُلاً رَجُلاً، فَيُبَايِعُونَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ عَلَيَّ نَذْرًا، لَئِنْ جِيءَ بِالرَّجُلِ الَّذِي كَانَ مُنْذُ الْيَوْمِ يَحْطِمُنَا، لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، قَالَ: فَسَكَتَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَجِيءَ بِالرَّجُلِ، فَلَمَّا رَأَى نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، تُبْتُ إِلَى اللهِ، يَا نَبِيَّ اللهِ، تُبْتُ إِلَى اللهِ، فَأَمْسَكَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُبَايِعْهُ، لِيُوفِيَ الآخَرُ نَذْرَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَنْظُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِيَأْمُرَهُ بِقَتْلِهِ، وَجَعَلَ يَهَابُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقْتُلَهُ، فَلَمَّا رَأَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ لاَ يَصْنَعُ شَيْئًا بَايَعَهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، نَذْرِي؟ قَالَ: لَمْ أُمْسِكْ عَنْهُ مُنْذُ الْيَوْمِ إِلاَّ لِتُوفِيَ نَذْرَكَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلاَ أَوْمَضْتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُومِضَ. وفي رواية: عَنْ أَبِي غَالِبٍ الْخَيَّاطِ، قَالَ: شَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ صَلَّى عَلَى جَِنَازَةِ رَجُلٍ، فَقَامَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَلَمَّا رُفِعَتْ أُتِيَ بِجَِنَازَةِ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، أَوْ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَذِهِ جَِنَازَةُ فُلاَنَةَ بِنْتِ فُلاَنٍ، فَصَلِّ عَلَيْهَا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَقَامَ وَسَطَهَا، وَفِينَا الْعَلاَءُ بْنُ زِيَادٍ الْعَدَوِيُّ، فَلَمَّا رَأَى اخْتِلاَفَ قِيَامِهِ عَلَى الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ، قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُومُ مِنَ الرَّجُلِ حَيْثُ قُمْتَ، وَمِنْ الْمَرْأَةِ حَيْثُ قُمْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الْعَلاَءُ، فَقَالَ: احْفَظُوا. أخرجه أحمد 3/118 (12204) قال: حدَّثنا وَكِيع، حدَّثني هَمَّام. وفي 3/151 (12557) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد بن عَبْد الوارث، حدَّثنا أَبي. وفي 3/204 (13145) قال: حدَّثنا يَزِيد، أنبانا هَمَّام بن يَحيى. و"أبو داود" 3194 قال: حدَّثنا داود بن مُعَاذ، حدَّثنا عَبْد الوارث. و"ابن ماجه" 1494 قال: حدَّثنا نَصْر بن علي الجَهْضَمِي، حدَّثنا سَعِيد بن عامر، عن هَمَّام. والتِّرْمِذِيّ" 1034 قال: حدَّثنا عَبْد الله بن مُنِير، عن سَعِيد بن عامر، عن هَمَّام. كلاهما (هَمَّام، وعَبْد الوارث) عن نافع أَبي غالب، فذكره. في رواية وَكِيع عند أحمد (12204) قال: حدَّثني هَمَّام، عن غالب. قال أحمد: هكذا قال وَكِيع:غالب) وإنما هو:أبو غالب. قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: حديثُ أَنَس هذا حديثٌ حَسَنٌ، وقد روى غير واحدٍ، عن هَمَّام مثل هذا، وروى وَكِيع هذا الحديث، عن هَمَّام، فَوَهِمَ فيه، فقال:عن غالب، عن أَنَس) والصَّحيح:عن أَبي غالب. وقد روى هذا الحديث عَبْد الوارث بن سَعِيد، وغير واحدٍ، عن أَبي غالب، مثل رواية هَمَّام، واختلفوا في اسم أَبي غالب هذا، فقال بعضهم: يُقال: اسمُه نافع، ويُقال: رافع. *** 588- عن شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا مِنْ مَيِّتٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِئَةً، كُلُّهُمْ يَشفَعُونَ لَهُ، إِلاَّ شُفِّعُوا فِيهِ. يأتي ، إن شاء الله تعالى، في مسند عائشة، أُمّ المُؤْمِنين، رضي الله تعالى عنها. *** 589- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ، أَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ إِلاَّ خَيْرًا، إِلاَّ قَالَ اللَّهُ: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ. أخرجه أَحمد 3/242 (13575)، عن مُؤَمَّل بن إِسْمَاعِيل، حدَّثنا حَمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، فذكره. *** 590- عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرُّوا بِجَِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ. فَقَالَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ. وفي رواية: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ عَلَيْهِ جَِنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمَرَّتْ عَلَيْهِ جَِنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْلُكَ الأَوَّلُ: وَجَبَتْ، وَقَوْلُكَ الآخَرُ: وَجَبَتْ؟ قَالَ: أَمَّا الأَوَّلُ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقُلْتُ: وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقُلْتُ: وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ. وفي رواية: مَرُّوا بِجَِنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ. وفي رواية: مَاتَ رَجُلٌ، فَمَرُّوا بِجَِنَازَتِهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ. وَمَرُّوا بِأُخْرَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: أَنْتُمْ شُهُودُ اللهِ فِي الأَرْضِ. أخرجه أحمد 3/186 (12969) قال: حدَّثنا إِسْمَاعِيل. وفي 3/281 (14041) قال: حدَّثنا مُحَمد بن جَعْفَر، حدَّثنا شُعْبة. و"البُخَارِي" (1367) قال: حدَّثنا آدم، حدَّثنا شُعْبة. و"مسلم" 3/53 (2158) قال: حدَّثنا يَحيى بن أَيُّوب، وأبو بَكْر بن أَبي شَيْبَة، وزُهَيْر بن حَرْب، وعلي بن حُجْر السَّعْدِي، كلهم عن ابن عُلَيَّة، واللفظ ليَحيى، قال: حدَّثنا ابن عُلَيَّة. و"النَّسائي" 4/49، وفي "الكبرى" 2070 قال: أخبرني زِيَاد بن أَيُّوب، قال: حدَّثنا إِسْمَاعِيل. كلاهما (إِسْمَاعِيل ابن عُلَيَّة، وشُعْبة) عن عَبْد العَزِيز، فذكره. *** 591- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِجَِنَازَةٍ، فَأَثْنَى الْقَوْمُ خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِجَِنَازَةٍ أُخْرَى، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، فَقَالُوا: قُلْتَ لِهَذَا: وَجَبَتْ، وَلِهَذَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: شَهَادَةُ الْقَوْمِ، وَالْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ. وفي رواية: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ عَلَيْهِ جَِنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجَِنَازَةٍ أُخْرَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، ثُمَّ قَالَ: أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ. وفي رواية: مُرَّ بِجَِنَازَةٍ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَثْنُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: كَانَ مَا عَلِمْنَا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجَِنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ: أَثْنُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: بِئْسَ الْمَرْءُ كَانَ فِي دِينِ اللهِ، فَقَالَ: وَجَبَتْ، أَنْتُمْ شُهُودُ اللهِ فِي الأَرْضِ. أخرجه أحمد 3/186 (12970) قال: حدَّثنا يُونُس بن مُحَمد، حدَّثنا حَمَّاد، يَعْنِي ابن زَيْد. وفي 3/197 (13070) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، حدَّثنا مَعْمَر. وفي 3/211 (13235) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد، حدَّثنا سُلَيْمان. وفي 3/245 (13607) قال: حدَّثنا عَفَّان، حدَّثنا حَمَّاد. و"عَبد بن حُميد" 1357 قال: حدَّثني أبو الوَلِيد، قال: حدَّثنا حَمَّاد بن سَلَمَة. وفي (1382) قال: حدَّثنا مُحَمد بن الفَضْل، حدَّثنا حَمَّاد بن زَيْد. و"البُخَارِي" 3/221 (2642) قال: حدَّثنا سُلَيْمان بن حَرْب، حدَّثنا حَمَّاد بن زَيْد. و"مسلم" 3/53 (2159) قال: حدَّثني أبو الرَّبِيع الزَّهْرَانِي، حدَّثنا حَمَّاد، يعني ابن زَيْد (ح) وحدَّثني يَحيى بن يَحيى، أخبرنا جَعْفَر بن سُلَيْمان. و"ابن ماجه" 1491 قال: حدَّثنا أحمد بن عَبْدَة، حدَّثنا حَمَّاد بن زَيْد. خمستهم (حَمَّاد بن زَيْد، ومَعْمَر، وسُلَيْمان، وحَمَّاد بن سَلَمَة، وجَعْفَر) عن ثابت، فذكره. *** 592- عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ جَِنَازَةً مَرَّتْ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهَا خَيْرًا، وَتَتَابَعَتِ الأَلْسُنُ لَهَا بِالْخَيْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، ثُمَّ مَرَّتْ جَِنَازَةٌ أُخْرَى، فَقَالُوا لَهَا شَرًّا، وَتَتَابَعَتِ الأَلْسُنُ لَهَا بِالشَّرِّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ. وفي رواية: مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِجَِنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِجَِنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ. أخرجه أَحمد 3/179 (12868) قال: حدَّثنا يَحيى بن سَعِيد. والتِّرْمِذِيّ" 1058 قال: حدَّثنا أحمد بن مَنِيع، حدَّثنا يَزِيد بن هارون. كلاهما (يَحيى، ويَزِيد) عن حُمَيْد الطويل، فذكره. *** 593- عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، كَانُوا يَمْشُونَ أَمَامَ الْجَِنَازَةِ. أخرجه ابن ماجه (1483) قال: حدَّثنا نَصْر بن علي الجَهْضَمِي، وهارون بن عَبْد الله الحَمَّال. والتِّرْمِذِيّ" 1010 قال: حدَّثنا أبو مُوسَى، مُحَمد بن المُثَنَّى. ثلاثتهم (نَصْر، وهارون، وابن المُثَنَّى) عن مُحَمد بن بَكْر البُرْسَانِي، قال: أنبأنا يُونُس بن يَزِيد الأَيْلِي، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، فذكره. قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: سألتُ مُحَمدًا (هو ابن إِسْمَاعِيل البُخَارِي) عن هذا الحديث، فقال: هذا حديثٌ خطأٌ، أخطأ فيه مُحَمد بن بَكْر، وإنما يُروى هذا الحديث عن يُونُس، عن الزُّهْرِي، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وأبا بَكْر، وعُمَر، كانوا يمشون أمام الجَِنَازة، قال الزُّهْرِي: وأخبرني سالم، أن أباه كان يمشي أمام الجَِنَازة. قال مُحَمد: هذا أصح. *** 594- عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ جَِنَازَةً مَرَّتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ، فَقِيلَ: إِنَّهَا جَِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: إِنَّمَا قُمْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ. أخرجه النَّسَائِي 4/47، وفي "الكبرى" 2066 قال: أخبرنا إِسْحَاق، قال: أنبأنا النَّضْر، قال: حدَّثنا حَمَّاد بن سَلَمَة، عن قَتَادَة، فذكره. *** 595- عن الزهري، عن أنس، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِحَمْزَةَ، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ غَيْرِهِ. أخرجه أبو داود (3137) قال: حدَّثنا عَبَّاس العَنْبَرِي، قال: حدَّثنا عُثْمَان بن عُمَر، قال: حدثنا أُسَامة بن زَيْد الليثي، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، فذكره. *** 596- عن الزهري، أن أنس بن مالك حدثهم: أَنَّ شُهَدَاءَ أُحُدٍ لَمْ يُغَسَّلُوا، وَدُفِنُوا بِدِمَائِهِمْ، وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ. أخرجه أبو داود 3135 قال: حدَّثنا أحمد بن صالح، قال: حدَّثنا ابن وَهْب (ح) وحدَّثنا سُلَيْمان بن داود المَهْرِي، قال: أخبرنا ابن وَهْب، قال: أخبرني أُسَامة بن زَيْد الليثي، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، فذكره. *** 597- عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَمْزَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَرَآهُ قَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ فِي نَفْسِهَا، لَتَرَكْتُهُ حَتَّى تَأْكُلَهُ الْعَافِيَةُ، حَتَّى يُحْشَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بُطُونِهَا، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِنَمِرَةٍ فَكَفَّنَهُ فِيهَا، فَكَانَتْ إِذَا مُدَّتْ عَلَى رَأْسِهِ بَدَتْ رِجْلاَهُ، وَإِذَا مُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، قَالَ: فَكَثُرَ الْقَتْلَى وَقَلَّتِ الثِّيَابُ، قَالَ: فَكُفِّنَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالثَّلاَثَةُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، ثُمَّ يُدْفَنُونَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُ عَنْهُمْ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ قُرْآنًا، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، قَالَ: فَدَفَنَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ. أخرجه أحمد 3/128 (12325) قال: حدَّثنا صَفْوَان بن عِيسَى، وزَيْد بن الحُبَاب. و"عَبد بن حُميد" 1164 قال: أخبرنا عُبَيْد الله بن مُوسَى. و"أبو داود" 3136 قال: حدَّثنا عُثْمَان بن أَبي شَيْبَة، حدَّثنا زَيْد، يَعْنِي ابن الحُبَاب (ح) وحدَّثنا قُتَيْبَة بن سَعِيد، حدَّثنا أبو صَفْوَان، يَعْنِي المَرْوَانِي. والتِّرْمِذِيّ" 1016 قال: حدَّثنا قُتَيْبَة، حدَّثنا أَبو صَفْوَان. أربعتهم (صَفْوَان، وزَيْد، وعُبَيْد الله، وأبو صَفْوَان) عن أُسَامة بن زَيْد الليثي، عن ابن شِهَاب الزُّهْرِي، فذكره. *** 598- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرِ امْرَأَةٍ قَدْ دُفِنَتْ. أخرجه أحمد 3/130 (12343. ومُسْلم 3/56 (2173) قال: حدَّثني إبراهيم بن مُحَمد بن عَرْعَرَة السَّامِي. و"ابن ماجه" 1531 قال: حدَّثنا العَبَّاس بن عَبْد العظيم العَنْبَرِي، ومُحَمد بن يَحيى، قالا: حدَّثنا أحمد بن حَنْبَل كلاهما (أحمد، وإبراهيم) عن مُحَمد بن جَعْفَر، غُنْدَر، قال: حدَّثنا شُعْبة، عن حَبِيب بن الشَّهِيد، عن ثابت، فذكره. *** 599- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ أَسْوَدَ كَانَ يُنَظِّفُ الْمَسْجِدَ، فَمَاتَ، فَدُفِنَ لَيْلاً، وَأُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأُخْبِرَ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا إِلَى قَبْرِهِ، فَانْطَلَقُوا إِلَى قَبْرِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مُمْتَلِئَةٌ عَلَى أَهْلِهَا ظُلْمَةً، وَإِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، يُنَوِّرُهَا بِصَلاَتِي عَلَيْهَا، فَأَتَى الْقَبْرَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَخِي مَاتَ وَلَمْ تُصَلِّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَأَيْنَ قَبْرُهُ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ الأَنْصَارِيِّ. أخرجه أحمد 3/150 (12545) قال: حدَّثنا سُلَيْمان بن داود، حدَّثنا أبو عامر، يَعْنِي الخَزَّاز، عن ثابت، فذكره. رواه حَمَّاد بن زَيْد، عن ثابت، عن أَبي رافع، عن أَبي هُرَيْرَة، رضي اللَّهُ تعالى عنه، وسيأتي في مسنده، إن شاء الله سُبحانه. *** 600- عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمَ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ بِصَخْرَةٍ. أخرجه ابن ماجه (1561) قال: حدَّثنا العَبَّاس بن جَعْفَر، حدَّثنا مُحَمد بن أَيُّوب، أبو هُرَيْرَة الواسطي، حدَّثنا عَبْد العَزِيز بن مُحَمد، عن كَثِير بن زَيْد، عن زَيْنَب بنت نُبَيْط، فذكرته. *** 601- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ رُقَيَّةَ لَمَّا مَاتَتْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَدْخُلِ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أَهْلَهُ، فَلَمْ يَدْخُلْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْقَبْرَ. أخرجه أحمد 3/229 (13431) قال: حدَّثنا يُونُس. وفي 3/270 (13889) قال: حدَّثنا عَفَّان. كلاهما (يُونُس، وعَفَّان) عن حَمَّاد بن سَلَمَة، قال: حدَّثنا ثابت، فذكره. *** 602- عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ؟ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا، قَالَ: فَانْزِلْ فِى قَبْرِهَا، فَنَزَلَ فِى قَبْرِهَا فَقَبَرَهَا. أخرجه أحمد 3/126 (12300) قال: حدَّثنا أبو عامر. وفي 3/228 (13416) قال: حدَّثنا يُونُس، وسُرَيْج. و"البُخَارِي" 2/100 (1285) قال: حدَّثنا عَبْد الله بن مُحَمد، حدَّثنا أبو عامر. وفي 2/114 (1342) قال: حدَّثنا مُحَمد بن سِنَان. والتِّرْمِذِيّ"، في (الشَّمائل) 327 قال: حدَّثنا إِسْحَاق بن مَنْصُور، قال: أخبرنا أبو عامر. أربعتهم (أبو عامر، ويُونُس، وسُرَيْج، وابن سِنَان) عن فُلَيْح بن سُلَيْمان، عن هِلاَل، فذكره. في رواية سُرَيْج: لَمْ يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ) قال سُرَيْج: يَعْنِي ذَنْبًا. وقال البُخَارِي، عَقِب رواية مُحَمد بن سِنَان: قال ابن المُبَارك (2): قال فُلَيْح: أُراه يَعْنِي الذَّنْب. قال أبو عَبْد الله (البُخَارِي): ليقترفُوا، أي ليكتسبوا. *** 603- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ، عَلَيْهَا السَّلاَمُ: وَاكَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ: يَا أَبَتَاهْ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ، مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ، يَا أَبَتَاهْ، إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ، عَلَيْهَا السَّلاَمُ: يَا أَنَسُ، أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ؟. أخرجه أحمد 3/197 (13062) قال: حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق، حدَّثنا مَعْمَر. وفي 3/204 (13148) قال: حدَّثنا يَزِيد، أنبأنا حَمَّاد بن زَيْد. و"عَبد بن حُميد" 1364 قال: حدَّثني سُلَيْمان بن حَرْب، حدَّثنا حَمَّاد بن زَيْد. و"الدارِمِي" 87 قال: أخبرنا أبو النُّعْمَان، حدَّثنا حَمَّاد بن زَيْد. و"البُخَارِي" 6/18 (4462) قال: حدَّثنا سُلَيْمان بن حَرْب، حدَّثنا حَمَّاد. و"ابن ماجه" 1630 قال: حدَّثنا علي بن مُحَمد، حدَّثنا أبو أُسَامة، حدَّثني حَمَّاد بن زَيْد. و"النَّسائي" 4/12، وفي "الكبرى" 1983 قال: أخبرنا إِسْحَاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عَبْد الرَّزَّاق، قال: حدَّثنا مَعْمَر. كلاهما (مَعْمَر، وحَمَّاد) عن ثابت، فذكره. *** 604- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا وَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ كَرْبِ الْمَوْتِ مَا وَجَدَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: وَاكَرْبَ أَبَتَاهْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ، إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ مَا لَيْسَ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا، الْمُوَافَاةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أخرجه أحمد 3/141 (12461) قال: حدَّثنا أبو النَّضْر، حدَّثنا المُبَارك. وفي (12462) قال: حدَّثنا خَلَف، حدَّثنا المُبَارك. و"ابن ماجه" 1629 قال: حدَّثنا نَصْر بن علي، حدَّثنا عَبْد اللهِ بن الزُّبَيْر، أبو الزُّبَيْر. والتِّرْمِذِيّ"، في (الشَّمائل) 397 قال: حدَّثنا نَصْر بن علي، حدَّثنا عَبْد اللهِ بن الزُّبَيْر. كلاهما (المُبَارك، وعَبْد اللهِ) عن ثابت، فذكره. *** 605- عن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى النِّسَاءِ، حِينَ بَايَعَهُنَّ، أَنْ لاَ يَنُحْنَ، فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نِسَاءً أَسْعَدْنَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَفَنُسْعِدُهُنَّ فِي الإِسْلاَمِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ إِسْعَادَ فِي الإِسْلاَمِ، وَلاَ شِغَارَ، وَلاَ عَقْرَ فِي الإِسْلاَمِ، وَلاَ جَلَبَ فِي الإِسْلاَمِ، وَلاَ جَنَبَ، وَمَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا. أخرجه أحمد 3/197 (13063. وعَبْد بن حُمَيْد (1253 و1256. وأبو داود (3222) قال: حدَّثنا يَحيى بن مُوسَى البَلْخِي. و"ابن ماجه" 1885 قال: حدَّثنا الحُسَيْن بن مَهْدِي. والتِّرْمِذِيّ" 1601 قال: حدَّثنا محمود بن غَيْلاَن. و"النَّسائي" 4/16، وفي "الكبرى" 1991 قال: أخبرنا إِسْحَاق. ستتهم (أحمد، وعَبْد بن حُمَيْد، ويَحيى، والحُسَيْن، ومحمود، وإِسْحَاق) عن عَبْد الرَّزَّاق، قال: أخبرنا مَعْمَر، عن ثَابِتٍ، فذكره. وفي رواية: لاَ شِغَارَ فِي الإِسْلاَمِ. وفي رواية: مَنِ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا. ليس فيه:أبان، وغير واحد. *** 606- عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ، لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا فِي الْجَنَّةِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا (قَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَيُمْلأُ عَلَيْهِ خُضْرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:) وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ لَهُ: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً، فَيَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَضِيقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاَعُهُ. وفي رواية: إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ، إِذَا انْصَرَفُوا. أخرجه أحمد 3/126 (12296) قال: حدَّثنا رَوْح بن عُبَادَة، حدَّثنا سَعِيد (ح) ويُونُس، حدَّثنا شَيْبَان. وفي 3/233 (13480) قال: حدَّثنا عَبْد الوَهَّاب، حدَّثنا سَعِيد بن أَبي عَرُوبَة. و"عَبد بن حُميد" 1180 قال: حدَّثنا يُونُس بن مُحَمد، حدَّثنا شَيْبَان بن عَبْد الرحمن. و"البُخَارِي" 2/113 (1338) و2/123 (1374) قال: حدَّثنا عَيَّاش بن الوَلِيد، حدَّثنا عَبْد الأَعْلَى، حدَّثنا سَعِيد. وفي 2/113 (1338) قال: وقال لي خَلِيفَة، حدَّثنا ابن زُرَيْع، حدَّثنا سَعِيد. و"مسلم" 8/161 (7318) قال: حدَّثنا عَبْد بن حُمَيْد، حدَّثنا يُونُس بن مُحَمد، حدَّثنا شَيْبَان بن عَبْد الرحمن. وفي 8/162 (7319) قال: وحدَّثنا مُحَمد بن مِنْهَال الضَّرِير، حدَّثنا يَزِيد بن زُرَيْع، حدَّثنا سَعِيد بن أَبي عَرُوبَة. وفي (7320) قال: حدَّثني عَمْرو بن زُرَارَة، أخبرنا عَبْد الوَهَّاب، يَعْنِي ابن عَطَاء، عن سَعِيد. و"أبو داود" 3231 و4752 قال: حدَّثنا مُحَمد بن سُلَيْمان الأَنْبَارِي، حدَّثنا عَبْد الوَهَّاب، يَعْنِي ابن عَطَاء، عن سَعِيد. و (االنَّسَائِي) 4/96 و97، وفي "الكبرى" 2187 و2189 قال: أخبرنا أحمد بن أَبي عُبَيْد الله الوَرَّاق، قال: حدَّثنا يَزِيد بن زُرَيْع، عن سَعِيد. وفي 4/97، وفي "الكبرى" 2188 قال: أخبرنا مُحَمد بن عَبْد الله بن المُبَارك، وإبراهيم بن يَعْقُوب بن إِسْحَاق، قالا: حدَّثنا يُونُس بن مُحَمد، عن شَيْبَان. كلاهما (سَعِيد بن أَبي عَرُوبَة، وشَيْبَان بن عَبْد الرحمن) عن قَتَادَة، فذكره. صَرَّحَ قَتَادَة بالسَّمَاع، في رواية شَيْبَان، ورواية سَعِيد، عند البُخَارِي (1374. *** 607- عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ نَخْلاً لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا، فَفَزِعَ، فَقَالَ: مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ؟ قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَسَأَلَهُ: مَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ قَالَ: كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرَهَا، قَالَ: فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا بَيْتُكَ كَانَ فِي النَّارِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ، فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي، فَيُقَالُ لَهُ: اسْكُنْ. وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، أَتَاهُ مَلَكٌ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً، يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ. لفظ الأَنْبَارِي: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ نَخْلاً لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا، فَفَزِعَ، فَقَالَ: مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، قَالُوا: وَمِمَّ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، أَتَاهُ مَلَكٌ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ قَالَ: كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا بَيْتُكَ كَانَ لَكَ فِي النَّارِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ، فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي، فَيُقَالُ لَهُ: اسْكُنْ. وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، فَيُقَالُ لَهُ: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، فَيُقَالُ لَهُ: فَمَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً، يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ. أخرجه أحمد 3/233 (13481. وأبو داود (4751) قال: حدَّثنا مُحَمد بن سُلَيْمان الأَنْبَارِي. كلاهما (أحمد، والأَنْبَارِي) عن عَبْد الوَهَّاب بن عَطَاء الخَفَّاف، أَبي نَصْر، قال: حدَّثنا سَعِيد بن أَبي عَرُوبَة، عن قَتَادَة، فذكره. *** 608- عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. أخرجه أحمد 3/176 (12839) قال: حدَّثنا مُحَمد، ويَزِيد. وفي 3/273 (13925) قال: حدَّثنا مُحَمد بن جَعْفَر. و"عَبد بن حُميد" 1171 قال: أخبرنا يَزِيد بن هارون. و"مسلم" 8/161 (7316) قال: حدَّثنا مُحَمد بن المُثَنَّى، وابن بَشَّار، قالا: حدَّثنا مُحَمد بن جَعْفَر. كلاهما (مُحَمد، ويَزِيد) عن شُعْبة، عن قَتَادَة، فذكره. *** 609- عَنْ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِحَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا مِنْ قَبْرٍ، فَقَالَ: مَتَى مَاتَ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟ قَالُوا: مَاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ. أخرجه أحمد 3/103 (12030) قال: حدَّثنا ابن أَبي عَدِي. وفي 3/114 (12147) قال: حدَّثنا يَحيى بن سَعِيد. وفي 3/201 (13111) قال: حدَّثنا يَزِيد. و"النَّسائي" 4/102، وفي "الكبرى" 2196 قال: أخبرنا سُوَيْد بن نَصْر، قال: حدَّثنا عَبْد الله. أربعتهم (ابن أَبي عَدِي، ويَحيى، ويَزِيد، وعَبْد الله بن المُبَارك) عَنْ حُمَيْدٍ، فذكره. وفي رواية: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ صَوْتًا مِنْ قَبْرٍ، فَقَالَ: مَتَى مَاتَ هَذَا؟ قَالُوا: مَاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَسُرَّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ. ليس فيه:ثابت. صَرَّح حُمَيْد بالسَّماع، عند أحمد (12147. *** 610- عَنْ قَاسِمٍ الرَّحَّالِ، سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَرِبًا لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ يَقْضِي فِيهَا حَاجَةً، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مَذْعُورًا، أَوْ فَزِعًا، وَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا، لَسَأَلْتُ اللَّهَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ أَهْلِ الْقُبُورِ مَا أَسْمَعَنِي. أخرجه الحُمَيْدِي (1187. وأحمد 3/111 (12120. كلاهما (الحُمَيْدِي، وأحمد) عن سُفْيان بن عُيَيْنَة، عن قاسِم الرَّحَّال، فذكره. في رواية الحُمَيْدِي، قال: حدَّثنا سُفْيان، قال: حدَّثنا قاسِم الرَّحَّال، سَنَة عشرين ومئة، وأنا يومئذٍ ابن ثلاث عَشْرة سَنَة، وأربعة أشهر ونصف. *** 611- عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، فَمَرَّ عَلَى حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَإِذَا هُوَ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ، فَحَاصَتِ الْبَغْلَةُ، فَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ. أخرجه أحمد 3/153 (12581) قال: حدَّثنا حَسَن، يَعْنِي ابن مُوسَى. وفي 3/284 (14076) قال: حدَّثنا عَفَّان. كلاهما (حَسَن، وعَفَّان) عن حَمَّاد بن سَلَمَة، عن ثابت، وحُمَيْد، فذكراه. *** 612- عَن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَخْلٍ لَنَا، لأَبِي طَلْحَةَ، يَتَبَرَّزُ لِحَاجَتِهِ، قَالَ: وَبِلاَلٌ يَمْشِي ورَاءَهُ، يُكْرِمُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَمْشِيَ إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرٍ، فَقَامَ حَتَّى تَمَّ إِلَيْهِ بِلاَلٌ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا بِلاَلُ، هَلْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ؟ قَالَ: مَا أَسْمَعُ شَيْئًا، قَالَ: صَاحِبُ الْقَبْرِ يُعَذَّبُ. قَالَ: فَسُئِلَ عَنْهُ، فَوُجِدَ يَهُودِيًّا. أخرجه أحمد 3/151 (12558) قال: حدَّثنا عَبْد الصَّمَد. و"البُخَارِي"، فى (الأدب المفرد) 853 قال: حدَّثنا أبو مَعْمَر. كلاهما (عَبْد الصَّمَد، وأبو مَعْمَر) عن عَبْد الوارث بن سَعِيد، قال: حدَّثنا عَبْد العَزِيز، فذكره. *** 613- عن هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ مَنْ لاَ أَتَّهِمُهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِلاَلٌ يَمْشِيَانِ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا بِلاَلُ، هَلْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ؟ قَالَ: لاَ وَاللهِ، يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَسْمَعُهُ، قَالَ: أَلاَ تَسْمَعُ أَهْلَ هَذِهِ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ، يَعْنِي قُبُورَ الْجَاهِلِيَّةِ. أخرجه أحمد 3/259 (13755) قال: حدثنا سُريج، حدثنا فليح، عن هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ، فذكره. ***
|